لأنَّا .. نُسافرُ عبرَ الضَّبابِ
يُحاصِرُنا الخَوفُ ..
يَغتالُنا مِخلَبُ الصَّمتِ ..
يَسرقُ منّا الرُّؤى والوُعود
تُطارِدُنا .. لعنةُ الإغترابِ
ويكبرُ فينا خَريفٌ حَزينٌ ..
لأنَّا .. حَلُمنا بِموسمِ دفءٍ ..
وحُبٍّ يُعيدُ إلينا الحياةَ ..
يُعيدُ الحَنين
لأنَّا انتظرنا سِنينَ .. سِنين
وقفنا نَمدُّ يدينا انتظاراً ..
وشَوقاً إليك
لَعلَّكَ تَأتي .. وها أنتَ تَأتي
وبَسمةُ طفلٍ بريءِ المُحيّا
على شَفتيكَ .. سَلامٌ عَليكَ
سَلامٌ عليكَ ..
لانَّكَ من كُلِّ إثمٍ بَريء
حَلُمنا .. بِأنَّكَ سَوفَ تَجيء
وتَصدقُ فِينا .. لِساناً وقلبا
وأنَّكَ تَحملُ للتائهينَ ..
بِدوَّامةِ الَّليلِ .. شَمساً وحبُّا
وتَفتحُ قَلبكَ للمتعبينَ ..
مَلاذاً ودَربا
سَلامٌ عَليكَ
سَلامٌ عَليكَ ..
لَعلَّكَ تَأتي بِشيءٍ جَديد
بِفجرٍ جَديد ..
بِقلبٍ جَديدٍ .. بِفكرٍ جَديد
يُطلُّ علينا .. بِشمسٍ وعيد
يُضيءُ فضاءآتِنا من بَعيد
لَعلَّكَ .. تَعرفُ ماذا نُريد
لَعلَّ الزَّمانَ الَّذي غَابَ عنّا ..
زَماناً طَويلا .. إلينا يَعود
وتُورقُ فِينا الرُّؤى والوُعود
لَعلَّ الصَّحاري الَّتي سَكنتنا ..
سِنينَ سِنين
تُمرُّ عليها رِياحُ الحَنين
فَتُمطرُ زَخاتِها .. عِطراً وورداً ..
نَسائِمَ فُلٍّ .. شَذا يَاسمين
سَلامٌ عَليكَ ..
لعلَّكَ تُصبحُ أنتَ الرَّفيق
لَعلَّ المَسافاتِ ما بيننا ..
ذاتَ يومٍ تَضيق
لَعلَّ الطَّريقَ الَّتي ضَيَّعتنا ..
يَعودُ إليها .. أمانُ الطَّريق
لعلَّ مساحاتِ أحزانِنا تَنتهي ..
عندَ حدِّ طُلوعِ النَّهار
لَعلَّ مساراً جديداً ..
يُغيِّرُ فِينا المَسار
يُسافرُ فِينا .. يُعيدُ لَنا ..
كُلَّ ما ضاعَ منّا
لَعلَّ صَباحاتِ عَينيكَ .
الهمسةُ الأولى
إليك أنت .. يا كل قارئٍ لأحرُفي هذه .. هاهي أيام من أيام الله خلت وانقضت .. وساعات ودقائق تصرمت وانتهت .. فهل يا تُرى عمرناها بالطاعات وتحصيل الحسنات ؟ أم لطخناها بالمعاصي واقتراف السيئات ؟ ..( وأنْ ليس للإنسان إلا ما سعى .. وأن سعيهُ سوف يُرى .. ثم يُجزاهُ الجزاء الأوفى .. )
الهمسةُ الثانية
يا كل عبدٍ مسلمٍ وجهه لله .. إن ما مضى لن يعود .. وما فات لن يرجع.. ولوْ بذلت الغالي والنفيس .. فاغتنم حياتك من الآن .. فكُلُنا لا يدري متى يموت؟؟ إن لكلٍ منا خُططا وأهدافا .. وأفكارا ومشاريع .. سواء على المستوى الفردي أو على المستوى العام .. فهل يا تُرى قد قُمنا بالتخطيط اللازم لميلادها وإنشائها ؟
الهمسةُ الثالثة
إلى كل داعيةٍ وطالب علم .. في نهاية هذا العام اسأل نفسك أين أنت ؟؟ وماذا قدمت ؟؟ ما هي مخططاتك ؟؟ وماذا تريد؟؟ ألا تكفي الأعمالُ الارتجاليةُ دون تخطيط أو تفكير ؟؟ ألا يكفي الانشغالُ بالمهم عن الأهم ؟؟
الهمسةُ الرابعة
إلى كُل إعلامي برز في مجاله .. تعلمُ - حفظك الله - حجم الإعلام ومدى تأثيره على واقع الأمة.. ودورُه الكبير في توجيه الناس وقيادتهم - سلبا كان أو إيجابا - .. فلقد جعل الإعلامُ من هذا العالم بيتا واحدا .. وهو سلاح ذو حدين - كما يُقال - فإما أن يُستخدم في الخير - فهذا والله هو الفلاحُ والفوز - ، وإما أن يُستخدم لنشر الشر وقدح الشرر فهذه هي الخسارةُ والخيانةُ لعُقول الأمة .. فالذي ينبغي أن يتعاون الجميعُ من أجل تصحيح مجالات الإعلام ودخولها بكل قوة - ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا -
الهمسة ُ الخامسة
إلى كل من ولاهُ الله أمرا من أمور المسلمين - أمرا خاصا أو عاما - .. تذكر أن الله سائلُك .. تذكر أنك ستقفُ في محكمةٍ يقضي فيها الله - جل الله - إن هذه الأمانة التي توليتها إما أن تكون ممرا لك إلى الجنة .. وإما أن تُبعدك عنها - والعياذ بالله - فاتق الله فيما توليت .. واسأل ربك الإعانة والتوفيق .. فإنه خيرُ معين ..بالصبر والإيمان نُنصرُ لا بحفْلات النغم..
الهمسةُ السادسة
إلى المجاهدين والمقاومين على ثغور الإسلام - في بلاد العراق وأفغانستان - .. حُييتم ، وسُددتم ، ووُفقتم ، وأعانكمُ الله ونصركم .. فلقد رفعتم هامة الإسلام عاليا ، لله أنتم يوم تركتمُ النوم على الفراش الوثير وآثرتمْ منازلة المحتل الباغي .. لكمُ منا الدعاء ، وحقكمُ علينا الذبُ عن أعراضكم .. مكنكمُ اللهُ من رقاب الكافرين .. وأعاد لكم أرضكم ودياركُم .. (( ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يُرزقونْ ))..
الهمسةُ السابعة
أيُها المرابطون الصابرون على تُراب فلسطين .. أيها الأبطالُ الأبرارُ على ثرى الأرض المباركة .. يستحي قلمي أن يكتب لكم شيئا .. يا من علمتمونا كيف نصبرُ ونُصابر .. أحبتي : هذا الظلامُ الفجورُ سينجلي .. ويُسفرُ صُبح بديعُ المُحيى .. هذا الليلُ الحالكُ سينقشع .. وتشرقُ شمس هادئة رقراقة .. إن موعد الفرج قريب فلا تجزعوا .. أسألُ الله أن ينصركم .. وأن يكُف بأس الذين كفروا عنكم .. (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحُكم واصبروا إن الله مع الصابرين )) .. (( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتمُ الأعلون إن كنتم مؤمنين )) ..
الهمسةُ الثامنة
أيتُها المرأةُ الفاضلة الطاهرةُ الشريفةُ العفيفة - أما أو أختا أو بنتا - .. أيتُها الصالحةُ الوفيةُ لدينها .. أمامك تحديات عصيبة .. في ظل تردٍ أخلاقي وطغيان رزيلة .. آن لك أن تتقدمي الصفوف لرعاية الفضيلة .. وتحصين الأسرة بدين الفطرة ..
يا حرة قد أرادوا جعلها أمة *** غربيةُ الفعل لكن اسمها عربي
يا درة حُفظت بالأمس غالية *** واليوم يبغونها للهو واللعب
الهمسةُ التاسعة
إلى من أطلق قلمه ولسانه في النيل من ذلك العالم .. أو التحريض بذلك الداعية .. أو الانتقاص من تلك الشعيرة الدينية .. أو لمز العفة والطهر والفضيلة .. أقولُ لهم : (( ستُكتبُ شهادتُهم ويُسألون )) ..
وما من كاتبٍ إلا سيفنى *** ويُبقي المرءُ ما كتبت يداهُ
فلا تكتُب بكفك غير شيءٍ *** يسُرُك في القيامة أن تراهُ
الهمسةُ العاشرة
أيُها الشابُ المُباركُ المُحبُ لدينه ووطنه .. لا يخفاك أن أمة الإسلام اليوم تواجهُ أزماتٍ قاسية .. وهجماتٍ شرسةٍ ضارية .. موجهة تارة من عدوها الخارجي - اليهودُ والنصارى وأضرابهم - وتارةٍ من عدوٍ داخليٍ لدود - العلمانيون والليبراليُون وأذنابُهم - .. جعلوا الإسلام شعارا .. والإصلاح وبُغية الحضارة والتمدُن دثارا .. فلا تغرنك فعالهم .. ولا تهولنك دعواتهم .. بل عليك مواجهتهم بسلاح العلم الشرعي .. ولْتكن قريبا من العلماء والأكابر .. فبالبركةُ معهم .. واسلُك طريقهم حيثُ تيمموا ..